السبت، 20 ديسمبر 2014




التعليم في سنغافورة 


 التعليم : في غضون عقود قليلة، حققت سنغافورة إنجازات هائلة جعلت منها دولة متقدمة. إلا أن الإنجاز الحقيقي الذي حققته هذه الجزيرة الصغيرة هو تطوير نظامها التعليمي الذي يعد أحد أرقى أنظمة التعليم في العالم بلا نزاع؛ حيث مكنها نظامها التعليمي من تكوين كفاءات وخبرات ساهمت في بناء اقتصاد البلد. لقد فهمت سنغافورة أنها لا تملك أية موارد طبيعية تساعدها على تحقيق نموّ اقتصادي. فهي دولة في مدينة واحدة، مع جزر صغيرة جدًا من جوانبها. فاختارت سنغافورة أن تركز على رأس المال الحقيقي الذي تملكه، والذي اعتمدت عليه في تحقيق معجزتها الاقتصادية : الإنسان .     

:أسباب نجاح النظام التعليمي في سنغافورة 



1.     اختار لي كوان يو كثيرًا من الشخصيات الأكفاء للعمل في الحكومة لتوفير فريق عمل ناجح من الدرجة الأولى لصنع القرارات وتنفيذها.


2.     حرص لي كوان يو على طيف واسع من التجارب العالمية الرائدة والاستفادة منها قبل رسم سياسات الحكومة .


3.     حرص على تطوير السياسات الحكيمة وتنفيذها بدقة وتأنٍ في آنٍ معًا.

4.     توخي الحذر عند النظر في السياسات الجديدة ؛للتأكد من تكاملها مع السياسات على أرض الواقع.

أهداف التعليم في سنغافورة 

يهدف نظام التعليم في سنغافورة إلى توفير فرص التعليم لجميع أفراد المجتمع، وتنشئة أفراد جادين منتمين مفكرين ذوي مهارات إبداعية، وإعداد مواطنين صالحين مدركين لمسؤولياتهم تجاه الأسرة والمجتمع والوطن، وغرس الأخلاق والقيم التي ينادي بها المجتمع، والعمل على التماسك الاجتماعي والوحدة الوطنية من خلال التعليم.

ملامح النظام التعليمي في سنغافورة

نظام تعليمي فريد ومتكامل حقق الأهداف الطموحة لسنغافورة من أهم ملامحه:

§   المعلمون  : هم من أهم ركائز العملية التعليمية وتبذل الدولة قصارى جهدها لدعمهم وتقدير جهودهم من أجل الحصول على تعليم ذو جودة عالية في المدارس.

1.     اختيار المعلمين: يتم اختيار الثلث الأفضل من خريجي الثانوية ،ويقبل 8/1من المتقدمين لبرنامج إعداد المعلمين وذلك بعد عملية انتقاء شاقة(السجل الأكاديمي، الميزات الشخصية)
2.     توظيف المعلمين: يتولى قسم شؤون الموظفين بوزارة التربية مسؤولية توظيفهم بالتعاون مع المعهد الوطني للتعليم وذلك وفق إجراءات صارمة مع لجان الاختيار .
3.     أجور المعلمين: تعد رواتب المعلمين متساوية مع المهن الأخرى .وهناك علاوات تصل إلى 30%من الراتب الأساسي. وذلك عبر تقويمات سنوية صارمة تحدد الأهلية.
4.     تقويم المعلم: تضع الوزارة أهدافا سنوية للمعلمين يجري تقويم أداء المعلم بالاستناد على 16 كفاءة مختلفة ابتداءً من (عملهم داخل الصف إلى تفاعلهم مع المجتمع الأكبر).
5.      إعداد وتدريب المعلمين : يتم إعداد المعلمين السنغافوريين في المعهد الوطني للتربية التابع لجامعة نانيانج التكنولوجية ويقدم هذا المعهد برامج لجميع مستويات إعداد المعلمين ابتداءً من برامج ما قبل الخدمة إلى برامج التدريب في أثناء الخدمة ،ويتلقى المرشحون للتدريس أثناء التدريب منحة شهرية تساوي 60%من أجر المدرس المبتدئ.
6.      إعداد القادة: يراقب المعلمون ثلاث سنوات لتحديد أي مسار مهني يناسبهم ويتم التعرف إلى موهبة القيادة مبكرًا وعندئذٍ يُحضر هؤلاء المعلمون لأدوار قيادية في عمر صغير.
7.     تطوير المعلمين: إنشاء أكاديمية سنغافورة للمعلمين 2011 وهي هيئة مستقلة يديرها المعلمون من أجل المعلمين ؛لتعزيز ثقافة التفكير والنقاش والاستعلام 
8.      نصاب المعلم : (47 – 49) حصة أسبوعيًا, والحصة 30 دقيقة.

§  الامتحانات والتقويم

1.     يتقدم الطلاب للامتحانات الوطنية في نهاية المدرسة الابتدائية والثانوية وما بعد الثانوية وتعمل هذه الامتحانات بوصفها بوابات للثانوية الدنيا والثانوية العليا والتعليم العالي
2.     يخضع الأطفال لضغط تجربة الامتحان في سن 12 على ألا يقف ذلك في وجه الإبداع اللازم لمستقبل سنغافورة الاقتصادي ؛حيث أن نظام القبول المباشر في المدارس يمكِّن الطلاب من الحصول على القبول بناء على قدراتهم المميزة بصرف النظر عن تحصيلهم الأكاديمي .
3.     يقتصر اختبار الطلاب في الصف الرابع الابتدائي علي أربع مواد هي : اللغة الانجليزية – الرياضيات – العلوم – اللغة الأم
4.     يبدأ الاهتمام بالموهوبين في السنة الرابعة الابتدائية وفقا لاختبار وطني مقنن, وليس هناك مدرسة خاصة بالموهوبين , بل هناك برامج خاصة تقدم في المدارس.

§  المبنى المدرسي

1.استخدام أكثر من لون بالمدرسة حسب مراحل الدراسة أعطى المدارس شكلاً جذابًا, وقد تم اختيار تلك الألوان بناءً على توصيات أطباء نفسيين تم إشراكهم في الاختيار.
2.تصميم مبنى المدرسة على حسب تضاريس الموقع الذي تنشأ فيه.
3. الاستفادة من تجربة استراليا في تهوية المباني بالطريقة الطبيعية (ملاقف الهواء) ولترشيد استهلاك الكهرباء, فقد أرسلت وزارة التربية فريقًا من المهندسين المتخصصين لدراسة هذه الطريقة وتطبيقها في مباني المدارس.
4. يتم استثمار المبنى المدرسي لفترتين صباحية ومسائية , وذلك للاستثمار الأمثل للمبنى ولتقليل تكلفة الطالب, وكذلك للحد من بناء مبان مدرسية أو استئجارها.
5. يتكون المبنى المدرسي من (36) فصلاً ومساحة الفصل (8*9= 72 م2) موزعة على هيئة أجنحة في أربعة أدوار وكل جناح يحتوي على خمسة أو أربعة فصول وسعة الفصل (35 - 40) طالبًا, ولعدم وجود مكيفات فقد تم تكبير مساحة النوافذ للتهوية الطبيعية, كما تضم المدرسة أجنحة للمعامل , وكل معملين يتوسطهما غرف للمحضّر ومساحة المعمل (10*14 = 140 م2) وهي بواقع معملين لكل تخصص.
6. وجود عيادة خاصة للأسنان في كل مدرسة ابتدائية وهذه العيادة مجهزة بكرسي أسنان وأجهزة تعقيم , وهناك ممرضة مدربة تفحص جميع طلاب المدرسة مرة كل ستة أشهر بمعدل (30 – 35 طالبا في اليوم). (وزارة المعارف, 1419 هـ, ص 59-64)
لذا كانت تجربة التعليم في سنغافورة من أهم التجارب التي يمكن أن يستفاد منها في أي نظام تعليمي لما تميزت به من تكامل وتجويد في إطار الواقع  والمستقبل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.